«خوفاً من المستقبل الغامض».. الحيرة تسيطر على اللاجئين السوريين في تركيا
«خوفاً من المستقبل الغامض».. الحيرة تسيطر على اللاجئين السوريين في تركيا
منذ انتهاء حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عاد أكثر من 50 ألف سوري إلى بلادهم بعد لجوئهم إلى تركيا، التي تستضيف نحو 2.9 مليون لاجئ، إلا أن غالبية اللاجئين يعبرون عن قلقهم من العودة إلى سوريا بسبب حالة عدم اليقين.
في حي ألتنداغ بأنقرة، حيث يعيش العديد من السوريين، تقول راضية محرابي، أم لثلاثة أطفال، إن الوضع غير واضح للعودة، مشيرة إلى فقدان فرص العمل والمدارس في سوريا، وفق وكالة "فرانس برس".
يعاني السوريون في تركيا من التمييز والعنف، كما حدث في أغسطس 2021 عندما استُهدفت متاجرهم في ألتنداغ.
ورغم ذلك، يفضل بعضهم البقاء، مثل باسل أحمد، الذي يشير إلى صعوبة العودة إلى حلب حيث فقدوا كل شيء، معتبراً أن حياته وأطفاله الذين ولدوا في تركيا قد استقرت هناك.
التغييرات في سوريا
وفقًا للباحث مراد إردوغان، تغيرت سوريا بشكل كبير بعد 13 عامًا من الحرب، ما يجعل العودة غير جذابة لكثيرين.
وتزيد البنية التحتية المدمرة، وانقطاع الكهرباء، وغياب الرعاية الصحية من تعقيد القرار، كما تواجه الإدارة السورية الجديدة تحديات أمنية وسياسية كبيرة.
ومن بين اللاجئين السوريين في تركيا، هناك 1.7 مليون تحت سن 18 عامًا، ما يعني أن معظمهم لا يملك روابط قوية مع سوريا، مثل رهسه مهروز، المراهقة البالغة من العمر 16 عامًا، التي تقول إنها لا ترغب في العودة إلى حلب بسبب افتقارها إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية.
قلق اقتصادي في تركيا
يعمل اللاجئون السوريون في قطاعات مثل البناء والمنسوجات بأجور منخفضة، ما يثير مخاوف اقتصادية في حال عودتهم الجماعية إلى سوريا.
ويرى إردوغان أن مغادرتهم قد تكون فرصة لإنهاء استغلال العمالة الرخيصة، مما قد ينعكس إيجابياً على سوق العمل التركي.
وخلال زيارة إلى تركيا، أكدت المفوضة الأوروبية حجة لحبيب تفهمها حالة عدم اليقين التي يعيشها اللاجئون، معلنة عن مساعدات بقيمة 235 مليون يورو لدعمهم في تركيا والدول المجاورة.
وتُبرز هذه التطورات التحديات المعقدة التي يواجهها اللاجئون السوريون بين خيارات العودة إلى وطنهم المدمَّر أو الاستمرار في العيش في ظروف صعبة بتركيا.